Friday, April 23, 2010

اللحظة

"يا بعيد الدار عن عينى و من قلبى قريب..كم أناديك..أناجيك..إنها تغنى..أسمعها..فأبكى واغنى
كل يغنى على ليلاه..و أنا على عمرى أغنى"
"العمر لحظة"..انه ليس عنوان ذلك الفيلم السخيف عن حرب أكتوبر..و لكنها أحد الوساوس التى تعبث بداخلى! "أن لكل انسان لحظة خلق لأجلها..لحظة واحدة عليه أن يعيشها..دون ان يحياها فلا معنى لوجوده!"
..ثم إبتعد قليلاً و سقط على وجهه يصلى:"يا أبت،إن أمكن الأمر فلتبتعد عنى هذه الكأس،ولكن لاكما أشاء أنا،بل كما أنت تشاء" وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض!
لمرات ومرات حاولت أن أعرف ما هى لحظتى؟ اظنها لحظة الإختيار! لحظة يمتج فيها النشوة و ألألم ولكن يحيطهما الحب! أحياناً استشعرها قريبة..ألتمس قربها..لكم أخافها..مراراً صليت..توسلت ألا تأتى! أعرف تمام المعرفة أننى لن أكون اول من يختبر مثل تلك اللحظة ،ولكنها لحظتى الأولى..لحظة "متعة ما بين الميلاد والموت..حياة ما بين الميلاد و الموت!"..إنها لحظة الحب..لحظة اصقال الحب..لحظة اختيار أن تشارك الحب..قال لى حبيب:"الحب أعظم من أن يتحمله شخص واحد!"
ان ينمو بداخلك الحب..أن يمنح لك كهبة من حب كائن حب آخر..يحتويك..يتحسس اعماقك بأطراف أنامله..أن تسمح له بالتجول داخل حدائقك الخفية..أن يزرعها كما يشاء..أن يضرب بفأسه فى كيانك..فيتفجر ألمك..غضبك..حيرتك..طفولتك الدفينة..خرافاتك..
أن يتفجر نضجك..أن تبرز الحياة أخيراً على سطح اعماقك
أن تبعث من جديد..ان تولد من جديد
أن تولد من السماء..وتتحرق شوقاً للذوبان فى الأرض
وهنا..هنا فقط يبرز الإختيار..الموقف..إما الحياة "الطول و اللون و الحرية"..أو "محلك سر..محلك مت"!
لم افكر يومأً بلومهم..هؤلاء الذين الذين إختاروا موقف اللا إختيار..و اولئك الذين تصوروا إنهم قد إختاروا ولكنهم إختاروا لا شىء..لم استطع لومهم..فكم رهيبة تلك اللحظة!..فألم الحب أشد شراسة من ألم الموت "إن كان مؤلماً؟!"
"أرى الأموات..أراهم طوال الوقت..إنهم لا يعلمون أنهم اموات..إنهم يرون فقط ما يريدون ا يروا!
هل تعرف لماذا تشعر بالبرد ..بالخوف عندما نكون وحيداً؟"
-------------------------
"وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض "